القائمة الرئيسية

الصفحات

السلطان محمد الفاتح وفتح القسطنطينية.

فتح القسطنطينية. "لتُفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش..."، حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلم. رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال هذا الحديث وأنعم الله بهذا الشرف علي السلطان محمد الثاني أحد سلاطين الدولة العثمانية الذي لُقب بعد فتحه للقسطنطينية بلقب الفاتح. حاول المسلمون منذ عهد الدولة الاموية وتعددت المحاولات من بعدهم لفتح القسطنطينية عاصمة الدوله البيزنطية ولكن كان هذا الشرف وتحقيق بشارة النبيّ من نصيب سلطان من سلاطين الدولة العثمانية محمد الثاني بن السلطان مراد الثاني الذي لُقب بعد فتح القسطنطينية بالسلطان محمد الفاتح، وبالتأكيد لن ننسى ذلك الجيش الذي قال رسول الله فيه"ولنعم الجيش ذلك الجيش" بأن كان له دور كبير في الفتح فجزاهم الله عنا خير الجزاء. 

من هو السلطان محمد الفاتح؟

 هو السلطان محمد الثاني ولُقب بالسلطان محمد الفاتح بعد فتح القسطنطينية "إسطنبول"
السلطان محمد الثاني.
حاليًا.
وهو السلطان السابع من سلاطين الدولة العثمانية كان قبله السلطان مراد الثاني "والده"، والسلطان محمد الاول والسلطان بايزيد والسلطان مراد الاول إلي وصولنا لمؤسس الدولة العثمانية "عثمان بن أرطغرل"، ولد عام(833هجريا/1429ميلاديا) في مدينة أدرنة في الدولة العثمانية والده السلطان مراد الثاني ووالدته السلطانة خديجة هُما كما ذكر في أحد المصادر، كانت مدة حكمه تقريبا ثلاثة وثلاثون عامًا وفي أثناء تلك المدة أنعم الله عليه لأن يكون صاحب الشرف والنصيب المقصود ببشارة الرسول صلى الله عليه وسلم.

 توفي عام (886هجريا/ 1481ميلاديا) فرحم الله السلطان الفاتح محمد الثاني.

متي تولي السلطان محمد الفاتح الحكم؟

 تولى السلطان محمد الفاتح الحكم بعد وفاة أبيه  السلطان مراد الثاني، وكان في ذلك الوقت شابًا حسب ما قاله المؤرخون فكان يبلغ من العمر 19 عامًا فاعتقد أعداء الدولة الإسلامية أن دولة الإسلام ستكون لقمة سائغة لهم،خاصة أن السلطان محمد الفاتح تولى الحكم في المرة الأولى عندما توفي أخوه علاء الدين وحزن والده حزنا شديدًا على وفاة أخيه فاعتذل الحكم وكان السلطان محمد ما زال صبيًا فقام الرومان بفسخ عقد الصلح الذي كان بينهم وبين الدولة العثمانية وأعدوا جيشا لقتال المسلمين فعاد السلطان مراد الثاني إلى الحكم مرة ثانية لمواجهة العدو وانتهت المعركة بالنصر للدولة الإسلامية"العثمانية"، وبعد وفاة السلطان مراد الثاني تولى السلطان محمد الفاتح الحكم للمرة الثانية، ولكن كان  على عكس توقعات أعداء الإسلام لأن السلطان محمد الفاتح رغم صغر سنه إلا أنه لم يكن بالفريسة التي كان يظنونها، بل ردّ عليهم ردًّا قاسيًا بفتح القسطنطينية وتوسعت فتوحات الدولة الاسلامية بعد فتح القسطنطينية. ولكن يأتي السؤال كيف استطاع السلطان محمد الثاني فتح القسطنطينية وما التخطيط المبهر الذي قام به لحصار وفتح القسطنطينية.

ما هي الخطة و الإعدادات التي وضعها السلطان محمد الثاني لإستعداد  الفتح العثماني للقسطنطينية؟

حظى السلطان محمد الفاتح على تربية جيدة، حيث كان يجيد أكثر من ثلاث لغات، وكان بارعًا في العديد من العلوم المختلفة، فمنذ صغره وكان شيخه آق شمس الدين يبثُ فيه أنه المعنيّ بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبر السلطان محمد الفاتح وفي نفسه أنه هو من سيفتح القسطنطينية وسيكون هو المبشر بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعندما بدأت تجهيزات الحرب ولكي يمنع السلطان محمد الفاتح المعونات من وصلولها الى القسطنطينية من إمارة طرابزون عبر البحر الأسود دون المرور على أراضي الدولة العثمانية، فقام ببناء قلعة على مضيق البسفور وقد أستغرق بناءها أربعة أشهر فقط على الرغم من أنها قلعة ضخمة ويوجد أمامها مدافع لمنع عبور أي سفينة غير تابعة للدولة الإسلامية من طرابزون إلي القسطنطينية. 
خريطة فتح القسطنطينية.


القسطنطينية كانت محاطة بأسوار ضخمة وقوية كان أضعفها المطلة على مضيق القرن الذهبي ومن هنا جاءت الفكرة العبقرية للسلطان محمد الفاتح بأن يعبر بالأسطول العثماني برا من مضيق البسفور إلى خليج القرن الذهبي وبذلك قد عبر السلاسل التي كانت تفصل مضيق البوسفور عن خليج القرن الذهبي ليصل إلى سور القسطنطينية الضعيف، تخيل مدي صعوبة نقل سفينة واحدة علي الرمال أولئك الأبطال نقلوا أسطول عبر الرمال ليصلوا إلى سور القسطنطينية الضعيف المطل علي خليج القرن الذهبي، وعملية نقل السفن  انتهت في ليلة واحدة على الرغم من صعوبتها إلا أنهم نجحوا بنقل الأسطول العثماني برا الى خليج القرن الذهبي ليصلوا إلى سور القسطنطينية الضعيف، وأثناء تلك المهمة الصعبة والتي قد تكون مستحيلة للبعض لقد استشهد العديد من المجاهدين ومنهم من قُطعت أيديهم والبعض أرجلهم فرحم الله أولئك الأبطال، وبهذه العملية المذهلة قد فُتحت القسطنطينية وتحققت إحدى أهم النتائج في التاريخ الإسلامي التي سعي إليها المسلمون منذ عهد الدولة الاموية.

وبهذا قد أكون دونت بعض الأحداث التي حدثت أثناء فتح القسطنطينية وتذكروا دائما أن تاريخنا مليء بالأحداث المشرفة الرائعة التي يجب أن نأخذ منها العبر، لذلك علينا القراءة عنه وأن نتعلمه حق تعلمه لأن "الأمم التي ليس لها تاريخ ليس لها مستقبل". 

تعليقات

التنقل السريع