القائمة الرئيسية

الصفحات

السلطان عبد الحميد الثاني الذي منع احتلال القدس لمدة ثلاثون عامًا

السلطان عبد الحميد الثاني. كنا نقرأ في الكتب الدراسية إستيلاء العثمانيون علي مدينة ما وفرضوا الضرائب علي أهلها إلى أن أصبحنا نعتقد أن الدولة العثمانية مستبدة وظالمة ولم نعلم أن منهم السلطان محمد الفاتح الذي بشر به نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم لفتح القسطنطينية والسلطان عبد الحميد الثاني الذي منع إحتلال القدس لمدة 30 عامًا في فترة حكمة وكثير من الحكام الآخرين الذين نصروا الإسلام ولم تذكرهم الكتب الدراسية ولا لمحو إلى ذلك أيضاً بل ولم يقولوا لا من بعيد ولا قريب أنهم جاهدوا من أجل الإسلام وانا لم أكن لأتوقع العكس إلا عندما قرأت قليلا عن الدولة العثمانية والآن سأتطرق في هذا المقال للكتابة عن أحد سلاطين الدولة العثمانية وهو السلطان عبد الحميد الثاني.

من هو السلطان عبد الحميد الثاني؟

هو السلطان الرابع والثلاثين من سلاطين الدولة العثمانية.
تاريخ الدولة العثمانية.
عبد الحميد بن عبد المجيد، ولد 21 سبتمبر "أيلول" من عام 1842 في مدينة إسطنبول، والدته السلطانه تيرمُجكان كما ذُكر في أحد المصادر.
مدة حكمه 30 عامًا تقريبًا خلالها منع إحتلال اليهود لفلسطين.
لُقب بخليفة المسلمين وخادم الحرمين الشريفين ومن القابه أيضاً السلطان المظلوم ولكن لماذا.....!! وكان أعداؤه يلقبونه السلطان الأحمر.
وهو يُعتبر آخر سلطان من سلاطين الدولة العثمانية الأقوياء ومن كان له سلطة حقيقة لأمور الدولة توفي 10 فبراير من عام 1918.

ما الإصلاحات التي فعلها السلطان عبد الحميد الثاني أثناء فترة حكمه للدولة؟

تولى السلطان عبد الحميد الحكم بعد فترة من فترات الضعف للدولة العثمانية وكانت الديون عليها كثيرة فسدّ نصفها تقريباً وفي عهده بلغ التعليم ذروته، واهتم بالصناعه وأبدي السلطان اهتمامًا لشبكات الخطوط الحديدية لتصل الدول ببعضها وكانت من أهم تلك الخطوط سكة حديد الحجاز لتصل دمشق للمدينة المنورة، ولكنها عُطلت بعدها وما زالت معطلة إلي الآن، كما اهتم السلطان بالصحة فبنى بماله الخاص مستشفى الأطفال في مدينة إسطنبول، وقام بإصلاحات عسكرية أيضاً، وهذه نبذة صغيرة فقط عن بعض الإصلاحات التي قام بها السلطان عبد الحميد أثناء فترة حكمه.

لماذا كان يطلق عليه السلطان المظلوم؟

وقد يكون السبب ليُلقب السلطان عبد الحميد الثاني بالسلطان المظلوم أنه تم إسقاطه من الحكم (6 ربيع الآخر من عام 1327 هجريا/ 27 أبريل 1909 ميلاديا) وتم نفيه إلي مدينة سالونيك فوضع تحت الاقامة الجبرية إلى أن تُوفي وتولى الحكم من بعده أخوه محمد الخامس ولكن لم تمكث الدولة العثمانية كثيرا إلي أن سقطت.

لماذا تم الانقلاب على سلطان عبد الحميد الثاني وكيف منع الاحتلال اليهود القدس لمده 30 عاما؟

لنرجع أكثر قليلاً بالتاريخ إلى وصولنا إلى زمن الأخوان بربروسا عندما كلفهم سلطان الدولة العثمانية حينها بمهمة إنقاذ المسلمين في الأندلس من محاكم التفتيش المرعبة في ذلك الوقت لم يكن الأسبان الكاثوليك يعذبون ويقتلون المسلمون فقط بل كل من هو ليس على المذهب الكاثوليكي فلتجأ اليهود للدولة العثمانية على الرغم أنهم هم من عاونوا الصليبين الأسبان على مسلمي الأندلس ولكنهم لم يسلموا من طغيانهم فلم يجدوا ملجئًا سوى اللجوء للدولة الإسلامية وقتها، وبالطبع لم يخزلهم المسلمون في وقتها ونقلهم الأخوان بربروسا معهم علي متن الأسطول العثماني، ولم يكتفوا بذلك بل اكرموهم ووهبهم سلطان الدولة العثمانية وقتها بعض الإقطاعات في مدينة سالونيك اليونانيه وبعد ذلك أسلم بعض هؤلاء اليهود اسلامًا ظاهريًا وكونوا جماعات أشبه بأن تكون معارضة للخلافة الاسلامية في حقيقتها، وبدأت طلباتهم بأن يأخذوا قطعة من الأرض ليعيشوا فيها على أرض فلسطين لكن ولسوء حظهم  وجدوا خليفة إسلامي قوي يغار على دينه ومدرك للهدف الذي يطمح إليه اليهود أكثر من العيش في فلسطين.
اتحد هؤلاء اليهود مع إنجلترا وفرنسا لكي يساوموا السلطان عبد الحميد الثاني من أجل أراضي من فلسطين، فأبي السلطان عبد الحميد الثاني أن يعطي ولو شبرًا واحدًا من القدس لليهود، بالرغم من المساومات التي كانت مغرية؛ ولأن السلطان عبد الحميد الثاني تولى الحكم بعد حكام لما يكون مهتمين لأمور الدولة فغرقت الدولة في الديون والفساد فكان عرض رئيس اليهود ثيودور هرتزل "أن ياخذ السلطان عبد الحميد 150 مليون جنيه استرليني ويدعمهم في أخذ أراضي في القدس"، كان المبلغ هذا كفيلًا أن ينقذ الدولة العثمانية من ديونها ولكن السلطان عبد الحميد رفض. 
وبعث برساله الى ذلك المدعو ثيودور هرتزل.

بعدها أدرك اليهود أنهم لن يستطيعوا أن يأخذوا ولو شبرًا واحدًا من فلسطين إلا عندما يموت السلطان عبد الحميد الثاني أو يُعزل من الحكم فبدأوا خططهم لإسقاط السلطان عبد الحميد الثاني وكانت محاولاتهم تبوء بالفشل إلي أن نجحوا في إسقاطه يوم 27 أبريل من عام 1909ميلاديًا، ونفوه الي مدينة سالونيك.

لماذا وافق السلطان عبد الحميد الثاني على عزله من الحكم بعد تلك المحاولات والرفض؟

يتساءل البعض منا الآن لماذا وافق السلطان عبد الحميد على عزله وقد كان يمتلك القوة للرفض في حقيقة الأمر ليس عندي جوابًا تاريخيًا لذلك ولا أستطيع القول أنه كانت عنده القوة للرفض ولم يرفض لأنه علي مدار تلك الأعوام رفض التنازل لهؤلاء وواجههم بقوة فلماذا وافق فقط في تلك المرة فلم أجد جواباً لذلك السؤال. 
ويكفيني معرفة أنه رفض تسليم أراضي فلسطين لليهود لمعرفة كم أنه سلطانًا عظيمًا، وتذكروا أنه لم يوافق علي بيع أراضي فلسطين لليهود بل وافق التنازل عن حكمه أهون عليه من مبايعة اليهود.
فرحم الله السلطان عبد الحميد الثاني.

تعليقات

التنقل السريع